رحلت عن عالمنا بالأمس الدكتورة نوال السعداوي (١٩٣١ - ٢٠٢١) وللراحلة العديد من الكتب التي أطلقتها مع دور نشر مختلفة بالعالم العربي.

 ولقد قمنا اليوم بتغطية مبسطة على حسابنا في إنستجرام  لكتاب "المرأة والجنس"، وهو الطبعة الثانية في عام ١٩٧٢، عن طريق المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، وتمت طباعته في مطبعة "الحرية" أيضاً في بيروت. في تلك الفترة، كان الأستاذ حلمي التوني هو المدير الفني للمؤسسة، وكانت المؤلفة رحمها الله (وكذلك نحن) محظوظين بأن قام الأستاذ التوني بتصميم هذا الغلاف!  
ونرى على الغلاف قدرات الأستاذ التوني العابرة للأزمان ومهارته في تصوير العنوان بهذه الحروف المتحررة وإنحناءاتها السابقة لعصرها، وكذلك اختياره للألوان البرتقالية والأرجواني، ورمزية نقطتا التاء المربوطة!

وأدناه نشاهد براعة الأستاذ التوني في الرسم الحروفي المستوحى من الخطوط الشعبية التي يستخدمها الحرفيون في مصر والعالم العربي، منذ أيام المماليك وإلى يومنا هذا.. 
فقرة من مقدمة الكتاب بقلم الراحلة السعداوي:
الغلاف الداخلي للكتاب، وهذا أمرٌ لا نستحبه ويمارسه بعض الناشرون، وهو استبدال العنوان الحروفي على الغلاف بتصميم مغاير.
وقبل أن نقوم بنشر كتابنا أعلاه المحفوظ في خزانتنا، وددنا أن نعرّج على الأنترنت لنجري بحثاً عن أغلفة الطبعات الأحدث من هذا الكتاب، فكان للدهشة والاستغراب نصيب في نتائج البحث:
أعلاه: غلاف طبعة عام ١٩٩٠ مع دار ومطابع المستقبل في مصر
أعلاه: غلاف طبعة عام ٢٠٠٦ مع مكتبة مدبولي في مصر، وهو على مايبدو جزء من سلسلة تناولت معظم أعمال الكاتبة السعدواي
أعلاه: غلاف طبعة عام ٢٠١٩ مع دار منشورات الربيع، وإن كان أفضل من تصميم  ٢٠٠٦، لكنه يبقى أضعف من التصميم الأصلي في بداية السبعينيات، وحقيقة لا نخفي صعوبة تقديم تصميم يتفوق على أعمال الأستاذ التوني، وهذا ليس مطلوباً من المصمم أصلاً، لكن من الممكن التعلم والاستفادة من اللمحات الحروفية التي قدمها الأستاذ التوني في تصاميمه وتقديم أعمال جديدة تواكب سمة عصرنا الآن. بدلاً من استخدام خطوط حاسوبية جاهزة واستعارة رسوم أو صور وحشرها في التصميم!
ونختم تدوينتنا هذه مع غلاف اجتهد بتقديمه أحد المصممين لنسخة مقرصنة من الكتاب!

وهذا يلخص جزء من معاناة النشر وصناعة الكتاب في العالم العربي: جهل المصممين بتاريخ التصميم العربي، غياب التخصص عند المصمم أو الناشر أو المؤلف أو عدم وجودها أصلاً عندهم كلهم مجتمعين، وأخيراً وليس آخراً قرصنة الكتب!
Back to Top